كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> قال ابن عربي‏:‏ من أمراض النفس التي يجب التداوي منها أن يفعل رجل خيراً مع بعض بنيه دون بعض فتعرضه لهذا فضول يثمر عداوة الولد لأبيه فهي كلمة شيطانية لا تقع إلا من جاهل غبي ولا دواء لها بعد وقوعها ودواؤها قبله النظر إلى هذا الحديث‏.‏

- ‏(‏ت ه عن أبي هريرة‏)‏ قال في الأذكار‏:‏ وهو حسن‏.‏ ‏(‏حم طب عن الحسن بن علي‏)‏ بن أبي طالب قال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد والطبراني ثقات ‏(‏الحكيم في‏)‏ كتاب ‏(‏الكنى‏)‏ والألقاب ‏(‏عن أبي بكر الشيرازي‏)‏ كذا بخط المصنف وفي نسخ أبي بكر الشيرازي ‏(‏عن أبي ذر ك في تاريخه‏)‏ أي تاريخ نيسابور ‏(‏عن علي بن أبي طالب طس عن زيد بن ثابت‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن‏)‏ أبي عبد الرحمن ‏(‏الحارث بن هشام‏)‏ بن المغيرة المخزومي المكي من مسلمة الفتح وأشار باستيعاب مخرجيه إلى تقويه، ورد زعم جمع ضعفه ومن ثم حسنه النووي بل صححه ابن عبد البر وبذكره خمساً من الصحابة إلى رد قول آخرين لا يصح إلا مرسلاً‏.‏

8244 - ‏(‏من حسن عبادة المرء حسن ظنه‏)‏ كذا بخط المصنف وفي رواية خلقه بدل ظنه‏.‏

- ‏(‏عد خط‏)‏ في ترجمة محمد بن أبي الرميك ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه سليمان بن الفضل أورده الذهبي في الضعفاء وقال في الميزان‏:‏ قال ابن عدي رأيت له غير حديث منكر ثم ساق له هذا وقال‏:‏ هذا بهذا الإسناد لا أصل له فما أوهمه صنيع المصنف أن مخرجه ابن عدي خرجه وسلمه غير صواب‏.‏

8245 - ‏(‏من حين يخرج أحدكم من منزله‏)‏ ذاهباً ‏(‏إلى مسجده‏)‏ لنحو صلاة أو اعتكاف فيه ‏(‏فرجل تكتب حسنة والأخرى تمحو سيئة‏)‏ أي تذهبها‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الصلاة ‏(‏هب‏)‏ كلاهما ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط مسلم وأفره الذهبي وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه النسائي باللفظ المزبور‏.‏

8246 - ‏(‏من خلفائكم خليفة يحثو المال حثياً لا يعده عداً‏)‏ قالوا‏:‏ هو المهدي‏.‏

- ‏(‏م عن أبي سعيد‏)‏ الخدري‏.‏

8247 - ‏(‏من خير خصال الصائم السواك‏)‏ صريح في جواز استياك الصائم بل ندبه وقد اختلف في السواك للصائم على أقوال‏:‏ أحدهم لا بأس به مطلقاً قبل الزوال وبعده بيابس أو رطب وعليه أبو حنيفة والثوري والأوزاعي‏.‏ الثاني يكره بعد الزوال ويندب قبله وهو الأصح عند الشافعية‏.‏ الثالث يكره بعد العصر فقط ‏[‏ص 14‏]‏ روي عن أبي هريرة‏.‏ الرابع يكره في الفرض بعد الزوال لا في النفل ونقل عن أحمد‏.‏ الخامس يكره بعد الزوال مطلقاً ويكره الرطب مطلقاً وعليه أحمد في رواية‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ وكذا البيهقي في رواية أبي إسماعيل المؤدب واسمه إبراهيم بن سليمان عن مجاهد عن الشعبي عن مسروق ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال البيهقي بعد تخريجه‏:‏ مجالد غيره أثبت منه، وقال ابن القيم‏:‏ فيه مجالد وفيه ضعف قال الزين العراقي‏:‏ ولم ينفرد به مجالد بل ورد من رواية السري بن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة والسري ضعيف ومجالد وإن ضعفه الجمهور وثقه النسائي وروى له مسلم مقروناً بغيره ورواه أبو نعيم من طريقين آخرين وبه يتقوى‏.‏

8248 - ‏(‏من خير طيبكم‏)‏ أيها الرجال ‏(‏المسك‏)‏ فإنه مما يخفى لونه ويظهر ريحه والظاهر أن من زائدة فإنه أطيب الطيب مطلقاً كما جاء في عدة أخبار‏.‏

- ‏(‏ن عن أبي سعيد‏)‏ الخدري‏.‏

8249 - ‏(‏من سعادة المرء‏)‏ لفظ رواية البيهقي ابن آدم ‏(‏حسن الخلق‏)‏ بالضم فإن به يبلغ العبد خير الدنيا والآخرة ‏(‏ومن شقاوته سوء الخلق‏)‏ وإنه مقرب إلى النار موجب لغضب الجبار والسعادة الجد وفي إطلاق الشارع يراد بها الفوز بالنعيم الأخروي أو ما يترتب على ذلك‏.‏

- ‏(‏هب‏)‏ وكذا القضاعي ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال الحافظ العراقي‏:‏ وسنده ضعيف وذلك لأن فيه الحسن بن سفيان أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال‏:‏ قال البخاري‏:‏ لم يصح حديثه عن هشام بن عمار قال أبو حاتم‏:‏ صدوق تغير عن القاسم بن عبد اللّه عن عمر العمري قال في الضعفاء‏:‏ قال أحمد‏:‏ كان يكذب ويضع ورواه عنه الخرائطي في المكارم‏.‏

8250 - ‏(‏من سعادة المرء أن يشبه أباه‏)‏ وسببه أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم جاء السائب بن عبد يزيد ومعه ابنه فنظر إليهما فقاله ولعل المراد بالسعادة هنا سعادة الدنيا لأن تشبيهه بأبيه ينفي التهمة ولأن شبهه به في طبع الذكورة وقوة الرجولية دون أمه في طبع الأنوثة‏.‏

- ‏(‏ك في مناقب الشافعي‏)‏ وكذا القضاعي في الشهاب وقال شارحه‏:‏ غريب جداً ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وخرجه في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة باللفظ المزبور‏.‏

8251 - ‏(‏من سعادة المرء خفة لحيته‏)‏ بحاء مهملة وتحتية فمثناة فوقية على ما درجوا عليه لكن في تاريخ الخطيب عن بعضهم أنه تصحيف وإنما هو لحييه بتحتيتين أي خفتهما بكثرة ذكر اللّه ثم قال الخطيب‏:‏ لا يصح لحيته ولا لحييه اهـ‏.‏ ويجري على رواية لحييه بتحتيتين الخطابي وابن السكيت وغيرهم وعلى الأول فالمراد خفة شعرها لأن لحية الرجل زينة له ومن ثم كانت عائشة تقسم فتقول والذي زين الرجال باللحى والزينة إذا كانت تامة وافرة ربما أعجب المرء بنفسه والإعجاب مهلك كما جاء في الخبر وفي خبر‏:‏ شر ما أعطى المسلم قلب سوء في صورة حسنة فإذا نظر لغزارة لحيته أعجب بها والإعجاب هلاك فكانت خفتها سبب إزرائه بها فكان فوزاً وهي السعادة ففي الخبر دلالة على أن خير الأمور في التزين الوسط وترك المبالغة وقد جاء في خبر‏:‏ بينا رجل من بني إسرائيل لبس حلة فأعجبته نفسه فاختال في مشيته فخسف به في الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وفي الخبر اخشوشنوا وفي صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا مشى يتكفأ‏:‏ كل ذلك دليل على كراهة المبالغة في الزينة وكره للرجل ما ظهر لونه من الطيب وكل ما أدى إلى الإعجاب فهو شفاء والسعادة في خلافه ففي خفة اللحية خفة الزينة وفي خفة الزينة السعادة وعلى تفسير لحييه بمثناتين تحتيتين فبعيد من المقام فلا إلتفات إليه وإن جل قائله‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ عن محمد بن محمد المروزي عن علي بن حجر عن يوسف بن ‏[‏ص 15‏]‏ الفرق عن سكين ابن أبي سراج عن المغيرة بن سويد عن ابن عباس قال الهيثمي‏:‏ فيه يوسف بن الفرق قال الأزدي‏:‏ كذاب ‏(‏عد‏)‏ عن ميمون بن سلمة عن عبد الرحمن بن عبيد اللّه الحلي عن أبي داود النخعي عن خطاب بن خفاف ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ موضوع المغيرة مجهول وسكين يروي الموضوعات عن الأثبات ويوسف كذاب وسويد ضعفه يحيى، وقال النخعي‏:‏ وضاع، وقال الخطيب‏:‏ يوسف منكر الحديث قال‏:‏ ولا يصح لحيته ولا لحييه وفي الميزان‏:‏ هذا الحديث كذب ووافقه الحافظ في اللسان‏.‏

8252 - ‏(‏من سعادة ابن آدم استخارته اللّه‏)‏ أي طلب الخير منه في الأمور والاستخارة طلب الخيرة في الشيء ‏(‏ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى اللّه‏)‏ فان من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ‏(‏ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة اللّه ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى اللّه له‏)‏ أي كراهته له وغضبه عليه ومحبته لخلافه فيقول لو كان كذا كان أصلح لي وأولى مع أنه لا يكون إلا الذي كان وقدر في الأزل وقدم الاستخارة إشعاراً بأن المقصود تفويض الأمر بالكلية إليه تعالى أولاً وآخراً قال في النوادر‏:‏ فالاستخارة في الأمور لمن ترك التدبير في أمره وفوضه إلى ولي الأمور الذي قهر وقدر من قبل خلقه فأهل اليقين عرفوا هذا فإذا نابهم أمر قالوا اللّهم خر لنا فهذا من سعادته فإن خار اللّه له رضي بذلك وافقه أو خالفه لحسن خلقه مع ربه والآخر بسوء خلقه ترك الاستخارة فإذا حل به قضاؤه تسخط وحنق ولا نجاة ولا فائدة فليسخط على نفسه التي أبعدته عن ربه‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في القدر‏(‏ك‏)‏ في الدعاء ‏(‏عن سعد‏)‏ ابن أبي وقاص وقال‏:‏ غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن حميد وليس بقوي وقال في الميزان‏:‏ ضعفوه ثم أورد له هذا الخبر قال ابن حجر‏:‏ وأورده أحمد باللفظ المزبور عن سعد المذكور وسنده حسن‏.‏

8253 - ‏(‏من سنن المرسلين الحلم والحياء والحجامة والسواك والتعطر‏)‏ أي استعمال العطر في الثوب والبدن ‏(‏وكثرة الأزواج‏)‏ فقد كان سليمان عليه السلام له ألف زوجة لكن ليس المراد بكثرة التزوج والتطليق بل الجمع بين النساء في آن واحد وغايته في هذه الأمة أربع نسوة ومن قدر على العدل بينهن لم يكره له ذلك قال المصنف‏:‏ وقد ورد الأمر بالتطيب في غير ما موطن من شرائع الإسلام كالجمعة والعيدين والكسوفين والاستسقاء وعند الإحرام وشرع مطلقاً لكل حي ولميت كل قبيلة وحي وقال أبو ياسر البغدادي‏:‏ الطيب من أعظم لذات البشر وأقوى الدواعي للوطء وقضاء الوطر‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عباس‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل تعقبه بما نصه‏:‏ تفرد به قدامة بن محمد الحضرمي عن إسماعيل بن شبيب وليسا بقويين اهـ‏.‏ وإسماعيل هذا قال في الميزان‏:‏ واه، وقال النسائي‏:‏ منكر الحديث، وهذا الحديث مما أنكر عليه وفي اللسان عن العقيلي‏:‏ أحاديثه مناكير‏.‏

8254 - ‏(‏من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‏)‏ ويوافقه خبر لا تقوم الساعة على أحد يقول لا اله إلا اللّه لأن هؤلاء هم الشرار ولا ينافيه خبر لا يزال طائفة الحديث فحمل الغاية فيه على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن فلا يبقى إلا الشرار فتفجؤهم الساعة‏.‏

- ‏(‏خ عن ابن مسعود‏)‏ ورواه عنه أيضاً البزار وغيره‏.‏

‏[‏ص 16‏]‏ 8255 - ‏(‏من شكر النعمة إفشاؤها‏)‏ أي تشهيرها والتنويه بها والاعتراف بمكانها لقوله تعالى ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد‏}‏ فتوعدهم على كفران النعمة بالعذاب الشديد قال الحرالي‏:‏ شكر كل نعمة إظهارها على حدها من جاه أو مال أو علم أو طعام أو شراب أو غيره وإنفاق فضلها والقناعة منها بالأدنى، وقد خرج الطبراني وأبو نعيم أن عمر رضي اللّه عنه صعد المنبر يوماً فقال‏:‏ الحمد للّه الذي صيرني ليس فوقي أحد ثم نزل فقيل له في ذلك فقال‏:‏ إنما فعلته إظهاراً للشكر، وقال الجيلاني‏:‏ قدمي هذه على رقبة كل وليّ، أي من أهل زمنه، وقال القرشي‏:‏ صحبت ست مئة شيخ ثم وزنت بهم فرجحتهم وقال الشاذلي‏:‏ لا يكمل شكر العبد حتى يرى نعمة ملوك الدنيا دون نعمته من حيث أنهم مسخرون له وقال المرسي‏:‏ ما سارت الأبدال من قاف إلى قاف إلا ليلقوا مثلي وقال‏:‏ لو علم أهل المشرق والمغرب ما تحت هذه الشعرات ويشير للحيته من العلوم لأتوها ولو سعياً على الوجوه وقال الشاذلي‏:‏ ما بقي عند غيرنا من أهل عصرنا علم نستفيده وإنما ننظر في كلامهم لنعرف ما منّ اللّه به علينا دونهم فنشكره عليه‏.‏

- ‏(‏عب عن قتادة مرسلاً‏)‏‏.‏

8256 - ‏(‏من فقه الرجل رفقه في معيشته‏)‏ أي إن ذلك من فهمه في الدين، واتباعه طريق المرسلين‏.‏

- ‏(‏حم طب عن أبي الدرداء‏)‏ وسنده لا بأس به‏.‏

8257 - ‏(‏من فقه الرجل‏)‏ أي جودة فهمه وحسن تصرفه ‏(‏أن يصلح معيشته‏)‏ أي ما يتعيش به بأن يسعى في اكتسابها من الحلال من غير كد ولا تهافت ويستعمل القصد في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير ‏(‏وليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك‏)‏ أي ما يقوم بأودك وحاجة عيالك وخدمك ونحوهم فإنه من الضروريات التي لا بد منها فليس طلبه من محبة الدنيا المنهي عنها‏.‏

- ‏(‏عد هب عن أبي الدرداء‏)‏ ثم قال البيهقي‏:‏ تفرد به سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية اهـ‏.‏ قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ وسعيد بن سنان عن أبي الزاهرية متهم أي بالوضع‏.‏

8258 - ‏(‏من كرامة المؤمن على اللّه تعالى نقاء ثوبه‏)‏ أي نظافته ونزاهته عن الأدناس ‏(‏ورضاه باليسير‏)‏ من الملبس أو من المأكل والمشرب أو من الدنيا، فالمحمود من اللباس نقاوة الثوب والتوسط في حسنه وكون لبس مثله غير خارم لمروءة جنسه، وأما المباهاة في اللباس والتزين به فليس من خصال الشرف بل من سمات النساء ولهذا كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يلبس ما وجد فلبس الشملة والكساء الخشن والرداء والإزار الغليظ ويقسم من حضره أقبية الديباج المخصوصة بالذهب‏.‏

‏(‏تتمة‏)‏ دخل إلى الفقيه أبي الحسن العوضي زائر فوجده عريان فقال‏:‏ نحن إذا غسلنا ثيابنا نكون كما قال القاضي أبو الطيب‏:‏

قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم * لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا أبو نعيم ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عباد بن كثير وثقه ابن معين وضعفه غيره وجرول بن جعيل ثقة، وقال ابن المديني‏:‏ له مناكير وبقية رجاله ثقات‏.‏

8259 - ‏(‏من كرامتي على ربي أني ولدت‏)‏ بمكة المعظمة حين طلع فجر الاثنين لثمان خلون من ربيع الأوّل في إحدى الروايتين عن الحبر وجزم به جمع منهم الخوارزمي ‏(‏مختوناً‏)‏ أي علي صورة المختون إذ الختان قطع القلفة ولا قطع هنا ‏(‏ولم ير أحد سوأتي‏)‏ كناية عن العورة‏.‏ قال في المستدرك‏:‏ تواترت الأخبار بولادته مختوناً ومراده بالتواتر الاشتهار لا المصطلح عليه عند أهل الأثر، كيف وقد قال الذهبي‏:‏ لا أعلم صحة ذلك فضلاً عن تواتره، وقال الزين العراقي‏:‏ عن ‏[‏ص 17‏]‏ ابن العديم‏:‏ أخبار ولادته مختوناً ضعيفة بل لم يثبت فيه شيء وسبقه لنحوه ابن القيم‏.‏ وبفرضه ليس ذا من خصائصه فقد عدّ في الوشاح اثني عشر نبياً ولدوا مختونين والختان من الكلمات التي ابتلى بها إبراهيم فأتمهنّ وأشد الناس بلاء الأنبياء والإبتلاء به مع الصبر عليه مما يضاعف به الثواب والأليق بحال النبي صلى اللّه عليه وسلم أن لا يسلب هذه الفضيلة وأن يكرمه اللّه بها كما أكرم خليله وما أعطي نبي خصوصية إلا وأعطى نبينا صلى اللّه عليه وسلم مثلها وأعلى‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك وصححه الضياء في المختارة، وقال مغلطاي‏:‏ خبر الطبراني هذا رواه ابن عساكر في تاريخه من غير طريقه قال‏:‏ ورواه أبو نعيم بسند جيد وابن عدي في الكامل عن ابن عباس اهـ‏.‏ وقال ابن الجوزي‏:‏ لا شك أنه ولد مختوناً غير أنّ هذا الحديث لا يصح قال‏:‏ فإن قيل لم لم يولد مطهر القلب من حظ الشيطان حتى شق صدره وأخرج قلبه‏؟‏ قلنا لأن اللّه أخفى أدون التطهرين الذي جرت العادة أن تفعله القابلة والطبيب وأظهر أشرفهما وهو القلب فأظهر أثر التجمل والعناية بالعصمة في طرقات الوحي اهـ‏.‏

8260 - ‏(‏من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة‏)‏ أي المفروضة، وهذا التقييد خلاف ما عليه الشافعية وعبارتهم ودفع صدقة التطوع سراً، وفي رمضان ولنحو قريب كزوج وصديق فجار أقرب فأقرب أفضل، وأما الزكاة فإظهارها أفضل في المال الظاهر وهو ماشية وزرع وثمر ومعدن، أما الباطن وهو نقد وعرض وركاز فإخفاء زكاته أفضل، واستثنى ابن عبد السلام وغيره من أولوية صدقة السر ما لو كان المتصدق ممن يقتدى به فإظهارها أولى‏.‏ فإظهار المصيبة والتحدث بها قادح في الصبر مفوّت للأجر وكتمانها رأس الصبر وقد شكى الأحنف إلى عمه وجع ضرسه وكدره فقال‏:‏ لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة فما شكوتها لأحد، أخبر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن كتمان هذه الثلاثة كنز يدخر لصاحبه يوم فاقته لا يطلع على ثوابه ملك ولا يدفع إلى خصمائه بل يعوضهم اللّه من باقي أعماله أو خزائن فضله ليبقى له كنزه وذلك لأنه لصفاء توحيده كتم مصائبه وأمراضه ومهماته عن الخلق صبراً ورضاً عن ربه وحياءاً منه أن يشكو أو يستعين بأحد من بريته‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ وكذا البيهقي كلاهما من حديث زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع‏.‏ ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم قال أبو نعيم‏:‏ تفرد به زافر بن عبد العزيز اهـ‏.‏ وزافر بن سليمان قال الذهبي‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ أعلّ حديثه وعبد العزيز بن أبي رواد قال ابن حبان‏:‏ يروى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة قال ابن الجوزي‏:‏ حديث موضوع‏.‏

8261 - ‏(‏من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان‏)‏ أي الجيعان، وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب ذكره ابن الأثير‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في التفسير من حديث طلحة بن عمرو ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه‏.‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي بأن طلحة واه فالصحة من أين‏؟‏‏.‏

8262 - ‏(‏منا‏)‏ أهل البيت ‏(‏الذي‏)‏ أي الرجل الذي ‏(‏يصلي عيسى ابن مريم‏)‏ روح اللّه عند نزوله من السماء في آخر الزمان عند ظهور الدجال ‏(‏خلفه‏)‏ فإنه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة فيحسن به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه، فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الأمة، ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار من أن عيسى هو الإمام بالمهدي وجزم به السعد التفتازاني وعلله بأفضليته لإمكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم في كتاب‏)‏ أخبار ‏(‏المهدي عن أبي سعيد‏)‏ ‏[‏ص 18‏]‏ الخدري وفيه ضعف‏.‏

8263 - ‏(‏من آتاه اللّه من هذا المال‏)‏ أي من جنسه ‏(‏شيئاً‏)‏ أي يظن حله ‏(‏من غير أن يسأله‏)‏ أي يطلبه من الناس ‏(‏فليقبله‏)‏ أي ندباً وإرشاداً لا وجوباً ‏(‏فإنما هو رزق ساقه اللّه إليه‏)‏ قال ابن جرير‏:‏ فمن أعطى ممن تجوز عطيته سلطاناً أو غيره عدلاً أو فاسقاً فلا على الإنسان في قبوله ثم أخرج بسنده أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى ابن عمر ارفع إليَّ حوائجك، فقال‏:‏ لست بسائلك ولا برادّ عليك ما رزقني اللّه منك فبعث بألف دينار فقبلها‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لصحته وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

8264 - ‏(‏من آذى المسلمين في طرقهم‏)‏ بالتخلي فيها كما بينه في رواية أخرى ‏(‏وجب عليه لعنتهم‏)‏ وفي رواية أصابته لعنتهم، وقد استدل به على تحريم قضاء الحاجة في الطريق وعليه جرى الخطابي والبغوي في شرح السنة وتبعهم النووي في نكت التنبيه واختاره في المجموع من جهة الدليل لكن المذهب أنه مكروه، قال الحرالي‏:‏ والأذى إيلام النفس وما يتبعها من الأحوال، والضر إيلام الجسم وما يتبعه من الحواس اهـ‏.‏ وهو أحسن من تفسير الراغب الأذى بالضر حيث قال‏:‏ الأذى ما يصل إلى الحيوان من ضرر في نفسه أو جسمه أو فتيانه دنيوياً أو أخروياً‏.‏

- ‏(‏طب عن حذيفة بن أسيد‏)‏ بفتح الهمزة الغفاري من أصحاب الشجرة ومات بالكوفة قال المنذري والهيثمي‏:‏ إسناده حسن ثم رمز المصنف لحسنه، مال الولي العراقي إلى تضعيفه فقال‏:‏ فيه عمران القطان اختلفوا فيه وشعيب بن بسام صدوق لكن له مناكير‏.‏

8265 - ‏(‏من آذى العباس‏)‏ بن عبد المطلب ‏(‏فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه‏)‏ أي شقيقه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ورواه أيضاً طراد في فضائل الصحابة بلفظ عمي بدل العباس وسببه أن العباس قال‏:‏ يا رسول اللّه إنا نعرف ضغائن من أقوام بوقائع أوقعناها في الجاهلية فخطب فذكره، وظاهر صنيع المؤلف أن ذا مما لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما أبعد النجعة وهو ذهول فقد رواه الترمذي باللفظ المزبور عن ابن عباس‏.‏

8266 - ‏(‏من آذى علياً‏)‏ بن أبي طالب ‏(‏فقد آذاني‏)‏ قال ذلك ثلاثاً وقد كانت الصحابة يعرفون له ذلك، أخرج الدارقطني عن عمر أنه سمع رجلاً يقع في عليّ فقال‏:‏ ويحك أتعرف علياً هذا ابن عمه ـ وأشار إلى قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ـ واللّه ما آذيت إلا هذا في قبره‏.‏ وروى الإمام أحمد في زوائد المسند بلفظ إنك إن انتقصته فقد آذيت هذا في قبره‏.‏

- ‏(‏حم تخ ك‏)‏ في فضائل الصحابة ‏(‏عن عمرو بن شاس‏)‏ الأسلمي وقيل الأسدي شاعر فارس شجاع شهد الحديبية وهو القائل‏:‏

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا * كفا لمطايانا بوجهك هاديا

قال‏:‏ خرجت مع عليّ إلى اليمن فجفاني فوجدت في نفسي فقدمت فاستظهرت شكايته بالمسجد فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا عمرو واللّه لقد آذيتني قلت‏:‏ أعوذ باللّه أن أوذيك فقال‏:‏ من آذى علياً إلخ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

8267 - ‏(‏من آذى شعرة مني‏)‏ أي أحداً من أبعاضي وإن صغر، كنى به عن ذلك كما قال فاطمة بضعة مني ‏(‏فقد آذاني ومن ‏[‏ص 19‏]‏ آذاني فقد آذى اللّه‏)‏ زاد أبو نعيم والديلمي فعليه لعنة اللّه ملء السماء وملء الأرض وقد أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم وشرفهم ليس لأنفسهم وإنما اللّه الذي اجتباهم وكساهم حلة الشرف فلا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما وقع منهم فإن اللّه طهرهم ويعلم الذام لهم أن ذلك راجع إليه ولو ظلموه فذلك الظلم في زعمه ظلم لا في نفس الأمر وإن حكم عليه ظاهر الشرع بإيذائه بل حكم ظلمهم إيماناً في نفس الأمر يشبه جري المقادير علينا في المال والنفس بغرق أو حرق أو غيرهما من الأمور المهلكة ولا يجوز له أن يذم قضاء اللّه بقدره بل يقابله بالرضى وإلا فالصبر، ذكره ابن عربي‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ورواه أيضاً أبو نعيم والديلمي كما تقرر مسلسلاً بأخذ شعرة فقال كل منهم حدثنا فلان وهو أخذ بشعرة إلى أن قال الصحابي حدثني النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو آخذ بشعرة‏.‏

8268 - ‏(‏من آذى أهل المدينة‏)‏ النبوية ‏(‏آذاه اللّه وعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلاً‏)‏ أي نفلاً ولا فرضاً والمراد نفي الكمال وقيل توبة ولا فدية لأنها تفادي المفدى وقيل شفاعة ولا فدية، وفيه تحذير عظيم ووعيد شديد لمن آذى أهلها، وأخرج الطبراني وغيره مرفوعاً المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض حق على أمتي أن يكونوا جيراني ما اجتنبوا الكبائر فمن لم يفعل سقاه اللّه من طينة الخبال عصارة أهل النار، وفي المدارك لما قدم المهدي المدينة استقبله مالك في أشرافها على أميال فلما أبصر بمالك انحرف المهدي إليه فعانقه وسايره فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إنك تدخل الآن المدينة فتمر بقوم عن يمينك ويسارك أولاد المهاجرين والأنصار فسلم عليهم فإن ما في الأرض قوم خير من أهل المدينة‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمرو‏)‏ بن العاصي قال الهيثمي‏:‏ وفيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو ضعيف اهـ‏.‏ ينظر ما في رمز المصنف لحسنه‏.‏

8269 - ‏(‏من آذى مسلماً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه‏)‏ ومن آذى اللّه يوشك أن يهلكه‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك رمز المصنف لحسنه وفيه موسى بن خلف البصري العمي قال الذهبي‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ كثرت روايته للمناكير وقال غيره‏:‏ ضعيف ووثقه بعضهم فقال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لرجل‏:‏ رأيتك تتخطى رقاب الناس وتؤذيهم، من آذى مسلماً إلخ‏.‏

8270 - ‏(‏من آذى ذمياً فأنا خصمه‏)‏ المطالب بحقه لأن الذمي إذا أقر بالجزية لزم الإمام الدفع عنه فإذا آذاه إنسان فقد افتات عليه وتعرض لمخاصمته فصار خصمه ‏(‏ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة‏)‏‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة داود بن علي بن خلف عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن ثقيف ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الخطيب خرجه وسلمه والأمر بخلافه بل أعله وقدح فيه وقال‏:‏ حديث منكر بهذا الإسناد وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال‏:‏ قال أحمد‏:‏ لا أصل له وداود الظاهري قال‏:‏ قال الأزدي‏:‏ تركوه وفي الميزان عباس بن أحمد الواعظ عن داود قال الخطيب‏:‏ غير ثقة ومن بلاياه أتى بخبر من آذى ذمياً أنا خصمه بإسناد مسلم والبخاري قال الخطيب‏:‏ الحمل فيه على عباس اه، قال في اللسان‏:‏ له راو غير ابن التلاج وابن التلاج متهم بالاختلاق‏.‏